الثوار وملكوا منه النواحي ومات المعز سنة أربع وخمسين وأربعمائة .
وقام بأمره من بعد ابنه تميم بن المعز بن باديس وغلبه العرب على أفريقية فلم يكن له إلا ما ضمه السور واستمرت الثوار في أيامه وبقي حتى هلك سنة احدى وخمسمائة .
وملك بعده ابنه يحيى بن تميم فراجع طاعة العبيديين خلفاء مصر ووصلته منهم المخاطبات والهدايا والتحف وأكثر في غزو النصارى من الفرنجة وغيرهم حتى لقبوه بالجرية من وراء البحر ومات فجأة في قصره سنة تسع وخمسمائة .
وملك بعده ابنه علي بن يحيى وقام بالأمر على طاعة خلفاء العبيديين بمصر ومات سنة خمس عشرة وخمسمائة .
وملك بعده ابنه الحسن بن علي وهو ابن اثنتي عشرة سنة وقام بأمره مولاه صندل ثم مولاه موفق وغلبة النصارى على المهدية وبلاد الساحل كلها إلى أن استنقذها منهم عبد المؤمن شيخ الموحدين ولحق الحسن بالجزائر ونزل بها إلى أن فتح الموحدون الجزائر سنة سبع وأربعين وخمسمائة بعد ملكهم المغرب والأندلس فخرج إلى عبد المؤمن فأحسن إليه وبقي معه حتى افتتح المهدية فأنزله بها فأقام بها ثماني سنين .
ثم سار إلى مراكش فمات في طريقه وانقرضت دولة بني باديس من أفريقية في أيامهم عند وقوع الفتن