المهدي سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة إلى فاس وحاصرها فأحجم ابن أبي العافية عن لقائه واستنزل ميسور أحمد بن بكر عاملها وقبض عليه وبعث به إلى المهدية .
ثم خرج أهل فاس عن طاعته وقدموا على أنفسهم حسن بن قاسم اللواتي ثم حاصرهم ميسور فدخلوا تحت طاعته واشترطوا على أنفسهم الإتاوة فقبل ميسور ذلك منهم وأقر حسن بن قاسم على ولايته بفاس وارتحل إلى حرب بن أبي العافية فكانت بينهم حروب اخرها أن ظهر ميسور على ابن أبي العافية وأجلاه عن أعمال المغرب إلى بلاد الصحراء ثم قفل ميسور إلى القيروان سنة أربع وعشرين وثلثمائة .
ورجع موسى بن أبي العافية من الصحراء إلى أعماله بالمغرب وزحف إلى تلمسان ففر عنها أبو العيش ولحق بتكور واستفحل أمر ابن أبي العافية بالمغرب الأقصى واتصل عمله بعمل محمد بن خزر ملك مغراوة وصاحب المغرب الأوسط وبثوا دعوة الأموية في أعمالها وبعث ابنه مدين إلى منازلة فاس فحاصرها وهلك موسى في خلال ذلك سنة سبع وعشرين وثلثمائة .
وقام ابنه مدين بأمره وعقد له الناصر الأموي على أعمال أبيه بالمغرب ثم قسم أعماله بينه وبين أخويه البوري وأبي منقذ وأجاز البوري إلى الناصر بالأندلس سنة خمس وثلاثين وثلثمائة فعقد له ثم هلك سنة خمس وأربعين وثلثمائة وهو محاصر لأخيه مدين بفاس فعقد الناصر لابنه منصور على عمله .
ثم توفي مدين فعقد الناصر لأخيه أبي منقذ على علمه ثم غلب مغراوة على فاس وأعمالها واستفحل امرهم بالمغرب .
وأزاحوا مكناسة عن ضواحيه وأعماله وأجاز إسماعيل بن البوري ومحمد بن عبد الله بن مدين إلى الأندلس فنزلا بها إلى أن أجازوا مع واضح أيام المنصور بن أبي عامر عندما خرج زيري بن عطية عن طاعتهم سنة ست وثمانين وثلثمائة