تاشفين بن إبراهيم بن واركوت فسار يوسف في عسكره من المرابطين ودوخ أقطار المغرب واختط مدينة مراكش سنة أربع وخمسين .
ثم انتزع جبال زناتة بالمغرب من أيديهم ثم افتتح فاس صلحا سنة خمس وخمسين ثم استعيدت بعد فتحها ثم فتحها عنوة سنة اثنتين وستين وأربعمائة وأمر بهدم الأسوار التي كانت فاصلة بين عدوتي القرويين والأندلسيين وصيرهما مصرا واحدا ثم افتتح بعد ذلك مدينة تلمسان واستولى على الغرب الأقصى والغرب الأوسط ثم صار إلى الأندلس واستولى على أكثر ممالكه كما سيأتي في ذكر مكاتبة صاحب الأندلس ثم توفي يوسف بن تاشفين على رأس المائة الخامسة .
وقام بالأمر بعده ابنه علي بن يوسف فاستولى على ما كان بيد أبيه من العدوتين وسار فيهم بأحسن السيرة ولأربع عشرة سنة من ولايته كان ظهور المهدي بن تومرت صاحب دولة الموحدين .
ومات علي بن يوسف سنة سبع وثلاثين وقد ضعفت كلمة المرابطين بالأندلس لظهور الموحدين .
وقام بالأمر بعده ولده تاشفين بن علي وأخذ بطاعته وبيعته أهل العدوتين وقد استفحل أمر الموحدين وعظم شأنهم ونزل تلمسان فقصده الموحدون ففر إلى وهران واتبعه الموحدون ففقد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة واستولى الموحدون على الغرب الأوسط .
ثم بويع بمراكش إبراهيم بن تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين فألفوه عاجزا فخلعوه .
وولي مكانه عمه إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين وقد ملك الموحدون جميع بلاد المغرب وقصدوه في مراكش فخرج إليهم في خاصته فقتلوه وأجاز عبد المؤمن والموحدون إلى الأندلس فملكوه سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وفر أمراء المرابطين في كل وجه