زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب الديار المصرية .
ومنها الجزيرة الخضراء .
وهي مما يلي جبل الفتح من الغرب على الساحل وموقعها في الأقليم الرابع من الإقاليم السبعة .
قال في تقويم البلدان والقياس أنها حيث الطول تسع درج والعرض خمس وثلاثون درجة وخمسون دقيقة .
قال وهي مدينة أمام سبتة من بر العدوة من بلاد الغرب .
وهي مدينة طيبة نزهة توسطت مدن الساحل وأشرفت بسورها على البحر ومرساها من أحسن المراسي للجواز وأرضها أرض زرع وضرع وخارجها المياه الجارية والبساتين النضيرة ونهرها يعرف بوادي العسل وعليه مكان نزه يشرف عليه وعلى البحر يعرف بالحاجبية ومن مستنزهاتها مكان يعرف بالنقاء .
قال ابن سعيد وهي من أرشق المدن وأطيبها وأرفقها بأهلها وأجمعها لخير البر والبحر .
قال في المشترك والنسبة إليها جزيري للفرق بينها وبين إقليم الجزيرة فإنه ينسب إليه جزري .
قال في مسالك الأبصار وهي اخر البلاد البحرية الإسلامية للأندلس وليس بعدها لهم بلاد .
ثم قال وهي الان بيد النصارى أعادها الله تعالى وقصمهم وقد عدها في تقويم البلدان من كور إشبيلية مما يلي جانب نهرها من الجنوب .
ومنها رندة بضم الراء وسكون النون وفتح الدال المهملة وهاء في الاخر .
وهي بعيدة عن البحر .
وعدها في تقويم البلدان من كور إشبيلية .
ثم قال وبها معقل تعمم بالسحاب وتوشح بالأنهار العذاب وذكر أنها من كبار البلدان ثم قال وهي بلدة جليلة كثيرة الفواكه والمياه والحرث والماشية وأهلها موصوفون بالجمال ورقة البشرة واللطافة وبينها وبين الجزيرة الخضراء مسيرة ثلاثة أيام