جزيرة قادس في البحر الرومي على يسار مصبه ويقع في هذا النهر المد والجزر من البحر كما في دجلة عند البصرة ويبلغ المد والجزر فيه سبعين ميلا إلى فوق إشبيلية عند مكان يعرف بالأرحى ولا يملح ماؤه بسبب المد عند إشبيلية بل يبقى على عذوبته وبين إشبيلية وبين مصب النهر في البحر خمسون ميلا فالمد يتجاوز أشبيلية بعشرين ميلا والمد والجزر يتعاقبان فيه كل يوم وليلة وكلما زاد القمر نورا زاد المد والمراكب لا تزال فيه منحدرة مع الجزر صاعدة مع المد وتدخل فيه السفن العظيمة الإفرنجية بوسقها من البحر المحيط حتى تحط عند سور إشبيلية .
قال ابن سعيد وعلى هذا النهر من الضياع والقرى ما لا يبلغه وصف .
الثاني نهر مرسيه .
قال في تقويم البلدان وهو قسيم نهر إشبيلية يخرجان من جبال شقورة فيمر نهر إشبيلية مغربا على ما تقدم ويصب في البحر المحيط .
ويمر نهر مرسية مشرقا حتى يصب في بحر الروم عند مرسية .
الجملة الرابعة في الموجود بالأندلس .
والظاهر أن كل ما يوجد ببلاد المغرب أو غالبه يوجد به .
وقد ذكر في تقويم البلدان أنه يوجد به من الوحش الإيل والغزال وحمار الوحش .
ولا يوجد به الاسد البته .
وقد تقدم ذكر ما ببلدانه من الفواكه والثمار في الكلام على بلاده فأغنى عن أعادته هنا .
قال في تقويم البلدان وبه عدة مقاطع رخام من الأبيض والأحمر والخمري والمجزع وغير ذلك