لجزيرة دهلك تحت طاعة الحطي ملك الحبشة وله عليه إتاوة مقررة والسلطان سعد الدين صاحب زيلع وما معها وهو عاص له خارج عن طاعته بينه وبينه الحروب لا تنقطع وللسلطان سعد الدين في كثير من الأوقات النصرة عليه والغلبة والله يؤيد بنصره من يشاء .
واعلم أن ما تقدم ذكره من ممالك السودان هو المشهور منها وإلا فوراء ذلك بلاد نائية الجوانب بعيدة المرمى منقطعة الأخبار .
منها بلاد الزنج .
وهي بلاد شرقي الخليج البربري المقدم ذكره في الكلام على البحار تقابل بلاد الحبشة من البر الاخر .
وقاعدتها سفالة الزنج .
قال في تقويم البلدان بالسين المهملة والفاء ثم ألف ولام وهاء في الاخر .
وموقعها جنوبي خط الاستواء .
قال في القانون حيث الطول خمسون درجة والعرض في الجنوب درجتان .
قال في القانون وأهلها مسلمون .
قال ابن سعيد وأكثر معايشهم من الذهب والحديد ولباسهم جلود النمور .
وذكر المسعودي أن الخيل لا تعيش عندهم وعسكرهم رجالة وربما قاتلوا على البقر .
ومنها بلاد الهمج جنوبي بلاد التكرور .
فقد ذكر ابن سعيد أنه خرج على أصناف السودان طائفة منهم يقال لهم الدمادم يشبهون التتر خرجوا في زمن خروجهم فأهلكوا ما جاورهم من البلدان .
وذكر في مسالك الأبصار عن ابن أمير حاجب والي مصر عن منسا موسى ملك التكرور أنهم كالتتر في تدوير وجوههم وأنهم يركبون خيولا مشققة الأنوف كالأكاديش وأن همج السودان عدد لا يستوعبهم الزمان وأن منهم قوما يأكلون لحم الناس