أبي سعيد بطاعته فولاه البلاد فملكها فنزل سيواس واتخذها كرسيا لملكه ثم خرج عن طاعة أبي سعيد وكتب إلى الناصر محمد بن قلاوون صاحب الديار المصرية وسأله كتابة تقليد بالبلاد فكتب إليه بذلك وجهزت إليه الخلع فأقام دعوة الخطبة الناصرية على منابر البلاد الرومية وضرب السكة باسمه وجهز بعض الدراهم المضروبة إلى الديار المصرية وصارت بلاد الروم هذه من مضافات الديار المصرية ولم يزل أرتنا على ذلك إلى أن توفي سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة .
واستولى على الروم أولاده من بعده إلى أن كان بها محمد بن أرتنا في سنة ست وستين وسبعمائة وبقي حتى توفي في حدود الثمانين والسبعمائة وخلف ابنا صغيرا .
فاستولى عليه الأمير قليج أرسلان أحد أمراء دولتهم وكفله .
ثم غدر به القاضي إبراهيم صاحب سيواس وقتله في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة واستولى على مملكة سيواس .
قال في العبر وكان من طوائف التركمان ببلاد الروم جموع كثيرة كانوا يستعينون يستعيون بهم حروبهم على أعدائهم وكان كبيرهم في المائة الرابعة أميرا من أمرائهم اسمه جق فلما ملك سليمان بن قطلمش المقدم ذكره قونية وأقصرا بعد أبيه على ما تقدم ذكره خرج جق هذا مع مسلم بن قريش صاحب الموصل على سليمان بن قطلمش فلما التقى الجمعان مال جق بمن معه من التركمان إلى سليمان بن قطلمش فانهزم مسلم بن قريش وقتل وأقام أولئك التركمان أيام سليمان بن قطلمش بجبال تلك البلاد وسواحلها .
فلما ملك التتر هذه البلاد وصار الملك لقليج أرسلان بعد غلبة أخيه كيكاوس كان أمراء التركمان يومئذ محمد بك وأخوه إلياس بك وصهره علي بك وقريبه سونج فخرجوا عن طاعة قليج أرسلان وبعثوا بطاعتهم إلى هولاكو صاحب إيران وتقدير إتاوة عليهم على أن يبعث إليهم بلواء الملك على عادة