وبقي بنوه في ملكها إلى الان .
ولم أقف على تفاصيل أخبارهم غير أنه لم يبق بيدهم سوى قسطنطينية وبعض أعمالها المجاورة لها .
وقد استولى الفرنج على جهاتها الغربية واستولى المسلمون على ما هو شرقي الخليج القسطنطيني وعلى أعمال كثيرة من غربيه إلى ما يقارب خليج البنادقة على ما تقدم بيانه في الكلام على القسم الأول من هذا المقصد مع تسلط صاحب السراي ملك تتر الشمال من بني جنكزخان عليه بالبعوث والسرايا قبل ذلك .
حتى إن القان أزبك صاحب هذه المملكة قرر عليه إتاوة تحمل إليه في كل سنة ليكف عنه كما أشار إليه في التعريف في الكلام على مكاتبة صاحب القسطنطينية .
قال ابن سعيد ومنتهى حكم اللشكري صاحب القسطنطينية الان إلى إيثنية .
قال في تقويم البلدان بالهمزة والياء المثناة التحتية والثاء المثلثة ونون ثم ياء مثناة تحتية ثانية وهاء في الاخر .
قال ابن سعيد وهي غربي الخليج القسطنطيني بشمال .
قال ابن حوقل وهي مدينة بها مجمع النصارى بقرب البحر وهي دار حكمة اليونان في القديم وبها تحفظ علومهم وحكمهم .
ولصاحب القسطنطينية المستقر بها مكاتبة تخصه من الأبواب السلطانية بالديار المصرية على ما يأتي بيانه في الكلام على مكاتبات ملوك الكفر في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى .
المملكة الثانية مملكة الألمان .
قال المؤيد صاحب حماة في تاريخه وهم أكبر أمم النصارى يسكنون في غربي القسطنطينية إلى الشمال وملكهم كثير الجنود .
قال وهو الذي سار إلى الشأم زمن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة ست وثمانين وخمسمائة فهلك قبل وصوله إلى الشام .
وكان قد خرج بمائة ألف مقاتل فسلط الله عليهم الغلاء والوباء فمات أكثرهم في الطريق ولما وصل إلى بلاد الأرمن نزل يغتسل في نهر هناك فغرق فيه وبقي من عسكره قدر ألف مقاتل