الجهة الثانية ما شمالي مدينة القسطنطينية وبحر نيطش إلى نهاية المعمور في الشمال .
ويشتمل على عدة ممالك وبلاد .
منها بلاد الجركس قال السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه وهم على بحر نيطش من شرقيه وهم في شظف من العيش .
قال والغالب عليهم دين النصرانية .
قلت وقد جلب منهم الظاهر برقوق صاحب الديار المصرية المماليك أيام سلطنته ما يربو على العدد حتى صار منهم معظم جند الديار المصرية وصار بهم جمال مواكبها والملك باق فيهم بالديار المصرية إلى الان .
ومنها بلاد الاص بفتح الهمزة الأولى والثانية وصاد مهملة في الاخر وهم طائفة وبلادهم على بحر نيطش .
وقاعدتهم مدينة قرقر .
قال في تقويم البلدان بكسر القاف وسكون الراء المهملة وسكون القاف الثانية وكسر الراء المهملة في الاخر .
وموقعها في الشمال عن الإقليم السابع أو في اخره .
قال والقياس انها حيث الطول خمس وخمسون درجة وثلاثون دقيقة والعرض خمسون درجة .
وهي قلعة عاصية منيعة في جبل لا يقدر أحد على الطلوع إليه وفي وسط الجبل وطاءة تسع أهل تلك البلاد .
وعندها جبل عظيم شاهق يقال له جاطر طاغ يظهر لأهل السفن من بحر القرم .
وهي في شمالي صاري كرمان على نحو يوم منها