المذكر مثل أن يقال المعظمية والمكرمية والمحجبية وما أشبه ذلك وهذه الألقاب أكثرها منقول عن المذكر فيستغنى عن ذكر معانيها وأحوالها وفيها ألقاب لم يتقدم ذكر مثلها في المذكر كالمحجبية وهو مأخوذ من الحجاب كأنها محجوبة عن أن يراها الناس ومنها المصونة وهو مأخوذ من الصيانة وهي جعل الشيء في الصوان وقاية له عن مثل النظر والمس ونحو ذلك ومنها الخاتون وهو لفظ تركي معناه السيدة ومنها الخوند وهي لفظة عجمية بمعنى السيادة أيضا .
وأما المركبة فمثل جلال النساء وسيدة الخواتين في العالمين وشرف الخواتين وجميلة المحجبات وجليلة المصونات وقرينة الملوك والسلاطين وسليلة الملوك والسلاطين إذا كانت بنتا لسلطان أو في معناها وكريمة الملوك والسلاطين إذا كانت أخت سلطان ومعاني هذه الألقاب ظاهرة معلومة .
الصنف الثاني من الألقاب المفرعة على الأصول ألقاب من يكتب إليه من أهل الكفر مما اصطلح عليها لمكاتباتهم .
واعلم أنه لم يكن ملك من ملوك الكفر ممن يكتب له عن الأبواب السلطانية غير النصارى لأنه لم يكن لغيرهم من أهل الملل بالقرب من هذه المملكة مملكة قائمة بل اليهود ليس لهم مملكة قائمة في قطر من الأقطار بعد غلبة الإسلام إنما يؤدون الجزية حيث حلوا إذ يقول تعالى في حقهم ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) .
ثم من يلقب من أهل الكفر في المكاتبات إن كان من متدينتهم كالباب