السلطان من الرفعة عن المبالغة في ألقابه بإلحاق ياء النسب من حيث إن المعرف لا يحتاج إلى تعريف .
النمط الثالث ما يقع التفاوت فيه بصيغة مبالغة غير ياء النسب .
فيكون أرفع رتبة لمعنى المبالغة كما في الكفيلي فإنه أرفع رتبة من الكافلي لأن صيغة فعيل أبلغ في المعنى من صيغة فاعل من حيث أن فعيلا لا يصاغ إلا من فعل بضم العين إذا صار ذلك الفعل له سجية كما يقال كرم فهو كريم وعظم فهو عظيم وحلم فهو حليم بخلاف فاعل ومن أجل ذلك كان لفظ فقيه أبلغ من لفظ فاقه لأن فاقه يصاغ من فقه بكسر القاف إذا فهم ومن فقه بفتحها إذا سبق غيره إلى الفهم وفقيه إنما يصاغ من فقه بضمها إذا صار الفقه له سجية كما مر القول عليه في الكلام على الفقيه والفقيهي في الألقاب الإسلامية المفردة .
النمط الرابع ما يقع فيه التفاوت بحسب ما في ذلك اللقب من اقتضاء التشريف لعلو متعلقه ورفعته .
كالممهدي والمشيدي فإن المراد ممهد الدول ومشيد الممالك على ما مر في الألقاب المركبة فإن من ينتهي في الرتبة إلى تمهيد الدول وتشييد الممالك فلا نزاع في أنه من علو الرتبة بالمكان الأرفع وكذلك ما يجري هذا المجرى كالمدبري بالنسبة إلى الوزراء ومن في معناهم والمحققي بالنسبة إلى العلماء والأصيلي بالنسبة إلى العريق في كرم الأصل ونحو ذلك