لكن قد ذكر محمد بن عمر المدائني في كتاب القلم والدواة أن أهل العلم كرهوا حذف البسملة من التواقيع والسراحات وذموه وقد كان القاضي علاء الدين الكركي كاتب السر في الدولة الظاهرية برقوق في أول سلطنته الثانية أمر بأن يكتب في أولها بسملة بقلم دقيق ثم بطل ذلك بعد موته وبقي الأمر على ما كان عليه أولا ثم قد اختلف في كتابتها أمام الشعر فذهب سعيد بن المسيب والزهري إلى منع ذلك وذهب سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي إلى جوازه ويروى مثله عن ابن عباس Bه قال أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب ورأيت علي بن سليمان يميل إليه قال محمد بن عمر المدائني ولا بأس إن يكن بين الشعر وبينها كلام مثل أنشدني فلان الفلاني وشبه ذلك فأما أن يصله بها فلا يجوز .
الجملة الثانية في الحث على تحسينها في الكتابة وما يجب من ترتيبها في الوضع .
أما الحث على تحسينها في الكتابة فينبغي للكاتب أن يبالغ في تحسينها في الكتابة ما استطاع تعظيما لله تعالى فقد روي أن رسول الله قال ( من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فحسنه أحسن الله إليه ) وعن واصل مولى أبي عيينة قال سمعت حمادا يقول كانوا يحبون أن تحسن بسم الله الرحمن الرحيم .
وأما ما يجب من ترتيبها فأول ما يجب من ذلك إطالة الباء لتدل على الألف المحذوفة منها لكثرة الاستعمال ثم إثبات السين بأسنانها الثلاث غير مرسل لها إرسالا كما يفعله بعض الكتاب فقد كره ذلك أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب Bه وزيد بن ثابت والحسن وابن سيرين حتى يروى أن عمر Bه ضرب كاتبا على حذف السين منها فقيل له فيم ضربك