بعض المكاتبات إلى مشايخ الصوفية على ما سيأتي في الكلام عليه في موضعه إن شاء الله تعالى .
قال في صناعة الكتاب وإنما قدموا السلام على الرحمة لتصرفه لأنه من أسماء الله تعالى أو جمع سلامة قال في مواد البيان أو اسم للجنة كما في قوله تعالى ( لهم دار السلام عند ربهم ) ثم عقب ذلك بأن قال والسلام في هذا الموضع من السلامة وتقديم السلامة التي تكون في الدنيا أولى من تقديم الرحمة التي تكون في الآخرة .
الأسلوب التاسع أن يفتتح الكتاب بيقبل الأرض .
ويتخلص إلى المقصود بلفظ وينهي ويقع الاختتام بطالع أو أنهى وهذه المكاتبة مما هو موجود في بعض مكاتبات القاضي الفاضل ولم أرها فيما قبله وكأنهم لما استعملوا في صدور المكاتبات إلى الخلفاء المكاتبة بيقبل الأرض والعتبات ونحو ذلك استنبطوا منه ابتداء مكاتبة وجعلوها لمكاتبة الرؤساء من السلطان ومن في معناه بالنسبة إلى المرؤوس والأصل في ذلك أن تحية الملوك والرؤساء والأكابر في الأمم الخالية كانت بالسجود كما يحيي المسلمون بعضهم بعضا بالسلام وقد قال قتادة في قوله تعالى حكاية عن إخوة يوسف عليهم السلام ( وخروا له سجدا ) كانت تحية الناس يومئذ سجود بعضهم لبعض وعليه حمل قوله تعالى ( وإذ قلن لملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا ) على أحد التفاسير وهو المرجح عند الإمام فخر الدين وغيره من المفسرين قال الشيخ عماد الدين بن كثير C في تفسيره وكان ذلك