الحالة الثانية أن يكون مخزوما مسمرا بدسرة من الورق على عادة المغاربة ومن جرى مجراهم فيرفع الختم الملصق عليه من الشمع وتقلع الدسرة ويفتح الكتاب .
وأما قراءة الكتب فإنه يجب أن يكون من يقرأ الكتب على الملوك ومن في معناهم ماهرا في القراءة فصيح اللسان في النطق رقيق حاشية اللسان في حسن الإيراد قوي الملكة في استخراج الخطوط المختلفة سريع الفهم في إدراك المعاني الخفية وأن تكون قراءته على رئيسه من سلطان أو غيره بحسب ما يؤثر ملكه أو أميره سماعه من السرعة والبطء وأن يكون ذلك بصوت غير خفي بحيث يعسر سماعه ولا مرتفع بحيث يعد صاحبه خارجا عن أدب المخاطبة للأكابر وأن يقرب لمن يقرأ عليه فهم المقاصد التي اعتاصت عليه إذا سأله عنها أو غلب على ظنه أنها لم تصل إلى فهمه بحسن إيراد وتلطيف عبارة يحسن موقعها في النفوس ويجمل وقعها في الأذهان .
الجملة السادسة في كراهة طرح الكتاب بعد تخزيقه وهو فضه وحفظه بعد ذلك في الإضبارة .
أما كراهة طرحه فقد قال محمد بن عمر المدائني في كتاب القلم والدواة كرهوا تخزيق الرسائل ورميها في الطرق والمزابل خوفا على اسم الله تعالى أن يداس أو تلحقه النجاسة والأدناس قال وفي رفع ما طرح من