قدر موضعه في خدمته ومحله عنده وقد تقدم أن أعلى الدعاء كان عندهم بإطالة البقاء ولذلك كان يدعى لملوك بني بويه فمن بعدهم بلفظ أطال الله بقاءك وقد تقدم في المقالة الثالثة في الكلام على مقادير قطع الورق وما يناسب كل قطع من الأقلام أنه إن كانت المكاتبة عن الخليفة ترك الكاتب من رأس الدرج قدر ذراع بياضا ثم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم ثم يكتب في سطر ثان يلاصقها ويخرج يسيرا من عبد الله إلى آخر التصدير الذي يليه أما بعد وأن التصدير يكون في سطرين بينهما فضاء قدر شبر لا يزيد عن ذلك ولا ينقص ثم يترك بعد هذين السطرين فضاء بنصف ما بين الأولين فيما ذكره في مواد البيان وبقدره فيما ذكره في ذخيرة الكتاب ثم يقول أما بعد ويأتي على المكاتبة إلى آخرها على هذا النحو .
أما عنونة كتبهم فكانت في أول دولتهم من عبد الله فلان الإمام الفلاني أمير المؤمنين في الجانب الأيمن وفي الجانب الأيسر إلى فلان بن فلان ثم زاد المأمون في أول عنواناته بسم الله الرحمن الرحيم ولما تكنى الأمين في كتبه بعد ذلك زيدت الكنية في العنوان فكان يكتب في الجانب الأيمن بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله فلان أبي فلان الإمام الفلاني وفي الجانب الأيسر إلى فلان بن فلن وقد تقدم في الكلام على ترتيب المكاتبات أن البسملة بقيت في العنونة إلى زمن النحاس في خلافة الراضي وأن صاحب مواد البيان ذكر أنها بطلت منه بعد ذلك .
قال النحاس فإن كان المكتوب إليه من موالي بني هاشم نسب إلى ذلك وإن لم يكن ينسب إليهم ترك .
الجملة الثانية في الكتب العامة وهي على أسلوبين .
الأسلوب الأول أن يفتتح الكتاب بلفظ من فلان إلى فلان