وترحالك وكون الأفكار الشريفة موكلة بكل ما حمى من الروائع قلبك وأعذب شربك وأنت حقيق بمعرفة هذه الحال من طويته لك ونيته ورأيه فيك وشفقته ورعاية مصلحتك منه بعين كالية ورجوعه من المحافظة في حقك إلى ألفة بالصفاء حالية وتلقي الرزية التي أرداها الله وقضاها وأنفذ مشيئته فيها وأمضاها بالصبر المأمور به والاحتساب والتسليم الموعود عليه بجزيل الثواب علما أن الأقدار لا تغالب وغريمها لا يطالب وإن الله تعالى إذ قال لنبيه وهو سيد البشر ( وإنك ميت وإنهم ميتون ) فلا سبيل لأحد من خلقه إلى البقاء ولا وجه للخلود في دار الفناء ولا دافع لحكمه جلت عظمته فيما قدره من الآجال وسبق في علمه من الروائع في دار الابتلاء والأوحال وما يزال التطلع واقعا إلى وصول جوابك الدال على السلوة التي هي الأليق بك والأدعى إلى حصول بغيتك من قضاء الله وأدبك لتحط الأنسة مع وصوله في رحالها وتؤذن لصرف الغموم الجارية لأجلك بارتحالها .
هذه مناجاة أمير المؤمنين لك أدام الله تأييدك وأمتع بك إن شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة الله .
الأسلوب الثاني أن يكون الافتتاح بلفظ أما بعد وهو على نوعين .
النوع الأول أن يعقب البعدية الحمد لله وهو على ضربين .
الضرب الأول أن يتعدد الحمد في أول الكتاب .
ويكون ذلك في الكتب المؤذنة بحصول نعمة ظاهرة كالفتوح ونحوها