يخليك من رعايته التي لا يزال يستقر فيها إليك ويرغب إليه في إسباغ لباسها عليك حتى تتسنى لك المطالب معا ويغدو الزمان فيما ينشأ متبعا .
هذه مفاوضة أمير المؤمنين إليك أدام الله تأييدك أجراك فيها على مألوف العادة وجدد لك بها برود الفخار والسعادة فاجر على وتيرتك في إتحاف حضرته بطيب أخبارك ومجاري الأمور في إيرادك وإصدارك تهد إليها ابتهاجا وافرا وابتساما يظل لثامه عن حمد الله المسند بها سافرا إن شاء الله تعالى .
الضرب الثاني أن يكون الافتتاح في الجواب مصدرا بما فيه معنى وصول المكاتبة إلى الخليفة .
فقد جرت عادة المتقدمين من الكتاب في التعبير عن ذلك بلفظ العرض على الخليفة ويؤتى فيه على ما تضمنه الكتاب المجاب عنه ثم يختم كما تختم الابتداآت .
كما كتب العلاء بن موصلايا عن القائم بأمر الله إلى أتسز عند ورود كتابه على أبواب الخلافة يتضمن انتظامه في سلك الطاعة وغلبته الأعداء وهو عرض بحضرة أمير المؤمنين ما ورد منك دالا على تمسكك من الطاعة الإمامية بما لا تزال تجد فيه ملابس التوفيق حالا بعد حال وتجد به مرائر السعد محصفة في كل حل وترحال منبئا عن توفرك على المقامات التي انتقمت بها للهدى من الضلال واستعمت فيها حتى أجلت عن كل صلاح ممتد الظلال شاهدا بما أنت عليه من موالاة لا تألوا جهدا في التزام شروطها بادئا عائدا ولا تخلو فيها من حسن أثر يكون لدعائم الصواب عامدا وترى فيه قاصدا لاجتلاب