والجديدان يسوقان إليه من أيامهما ولياليهما إماء وعبيدا وعلى آبائه الذين سبقت لهم من ربهم الحسنى ورغبوا عن عرض هذا الأدنى ولا تتهم ولاتهم على الخيان ولا يتم للثقلين أن ينفذوا ما لم يكونوا منهم بسلطان وعلى أبنائه وجوه الهدى البارزة من الأكنة وأيدي الندى والأعنة والأسنة .
كتب عبد الموقف النبوي خلد الله ملكه من مقر خدمته بالمكان الفلاني وأمور ما عدق به ورد إلى نظره على أتم حال وأكمله وأحسن نظام وأجمله بسعادة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى جده وآبائه الطاهرين العبد ينهي أنه لو أخذ في شكر المنن التي ترقيه في كل يوم لهضاب بعيدة المرتقى وتورده جمات قريبة المستقى وتوجب علىلسانه أن يبذل جهد من استرسل وعلى قلبه أن يبذل جهد من اتقى لقصر به الوصف وأعياه من ورق الجنة الخصف وكيف يجاري من يده ديمة الله بقلمه أو كيف ينزح بحر الجود الذي يمده سبعة أبحر نعمه ولما ورد عليه التشريف بالسؤال الذي أحياه بنسيم روحه ونفخ فيه من روحه فوقع له ساجدا وثاب إلى السجود عائدا وبذل مع ضراعته الابتهال جاهدا وأخلص فرض الولاء معتقدا ورفع لواء الحمد عاقدا وكشف عنه الضر وأطلعت على وجهه النعم الغر وتكافت الأنداد في محل عيشه فحلي الحلو ومر المر وانتهى من الدعوات إلى ما انتهى به المرض وتفلل منه الجوهر الذي عزل به العرض وصافح بمهجته السهام التي نفذ بها الغرض وكاد يشاهده مرتفعا به الضنى والألم وفعلت أنواره في ظلمته ما لا تفعل الأنوار في الظلم ولم يرد قبله حلو الأول والآخر مأمون الموارد والمصادر مضمون الشفاء في الباطن والظاهر عادت القلوب على الأجسام بفضله وسطت العافية على الأسقام بفضله بل بفصله والله سبحانه يملكه أعناق البلاد كما أجرى على يديه أرزاق العباد إن شاء الله تعالى وكتب في يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا