ثم المكاتبات الصادرة عنهم على أسلوبين .
الأسلوب الأول أن تفتتح المكاتبة بلفظ كتابي .
والرسم فيه أن يقال كتابي أطال الله بقاء سيدي أو بقاء مولانا والأمر على كذا وكذا ومولانا أمير المؤمنين أو والجانب الأشرف ونحو ذلك على حال كذا ثم يتخلص إلى المقصد بعد ذلك بما يقتضيه المقام ويختم بقوله ورأي حضرة سيدنا أعلى .
كما كتب بعض الكتاب عن الوزير قوام الدين بن صدقة إلى بعض وزراء ملوك زمانه في معنى أمير مكة المشرفة وما كان بينه وبين أمير الحاج في بعض السنين ما صورته كتابي أطال الله بقاء حضرة سيدنا ومواهب الله سبحانه في أمر مولانا أمير المؤمنين جارية على الإرادة مقابلة بالشكر المؤذن لها بالدوام والزيادة والحمد لله رب العالمين .
وقد تتابعت المكاتبات في أمر النوبة المكية تتابعا علمه السامي به محيط والعذر في الإضجار بها مع إنعام النظر بسببها مبسوط وبعد ما صدر آنفا في المعنى المذكور وصل كتاب زعيم مكة بما نفذ على جهته ليعلم منه ومما لا ريب أنه أصدره إلى الديوان العالي السلطاني أعلاه الله حقائق الأحوال بغير شك أنه قد اتضح تفريط من فرط في هذه النوبة وعجل وتحقق