الكفر بمقامه وطوى أيامهم بما ينشره ويديمه من أيامه وأنزل النصر في مواقف النزال بما ترفعه راياته من أعلامه .
وقف المملوك على ما أنعم به مولانا من كتاب البشارة التي وصلت إلى كل قلب وسمع وأمل بها كل مسلم كل خير ونفع وعلم ما وراءها من جمع شمل كان عزيز الجمع وعلم ما يتبعها من عواطف مولانا التي عودها منه أكرم طبع وتحقق أن الله سبحانه قد قلد الدين منه سيفا خلقه للوصل وخلق السيوف للقطع .
وبالجملة إن الله سبحانه نظر إلى هذه الملة بنظر مولانا لها وكفالته لأهلها وسياستهم بشرف السجية وعدلها وإن كل ما اختلس الملك الناصر C فإن الله يتمه على يديه ويجبر به تارة بصفحه وتارة بحديه ويهب له عمرا نوحيا إلى أن لا يذر على الأرض من الكافرين ديارا وإلى أن يورث الإسلام بسيفه منهم أرضا ومالا وديارا وهذه مخايل لا يخلف الله بارقتها بل يرد إلى جهة الكفر صاعقتها فما يحسب المملوك أن جانبا يتلوى على طاعة مولانا ولا ينحرف ولا أن كلمة عليه بعد اليوم تختلف ولا أن ممتنعا بالأمس يكون معه اليوم إلا أن يرضى عنه مولانا وعليه ينعطف .
وعلى هذا فالشام الفرنجي متأخذ بجناح إلى الأخذ وبقية عمر المؤمن كما قال ثمن لها والفرص تمر مر السحاب والمستعاذ بالله من حسرات الفوت بعد الإمكان ( ولينصرن الله من ينصره ) وما يشخص لخطاب الله تعالى بالجهاد إلا مولانا النية خالصة والبصيرة ثاقبة والعزيمة ماضية والشجاعة منحة من الله له موهوبة والسماحة خليقة من خلائقه الكريمة موجودة