في أيام الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر جواب كتاب ورد عليه من فرانك أحد ملوك الفرنج في شعبان سنة ثلاثين وستمائة .
وردت المكاتبة الكريمة الصادرة عن المجلس العالي الملك الأجل الأعز الكبير المؤيد الخطير العالم العامل الظهير العادل الأوحد المجتبى شمس الملة النصرانية جلال الطائفة الصليبية عضد الأمة الفرنجية فخر أبناء المعمودية عمدة الممالك ضابط العساكر المسيحية قيصر المعظم فلان معز إمام رومية ثبت الله لديه نعمه وعزز موارد جوده وديمه وأمضى صوارم عزائمه وأعلى هممه ولا برحت أنوار سعده تتلألأ وأخبار مجده تبسط وتتعالى وسحائب الألسنة الناطقة بحمده تستهل وتتوالى إلى أن يتحلى جيد الضحى بعقود الليل وتطلع الشعرى من مطالع سهيل فجدد الثناء على جلاله وأكد المديح لإحسانه وإفضاله وأنفس أسباب المودة والحصافة وشدد أواخي الإخلاص والموافاة فاستبشرت النفوس بوروده وسرت القلوب بوفوده ووقف منه على الإحسان الذي نعرفه ووجد عقده مشتملا على جواهر الوداد الذي نألفه فشكر الله على هذه الألفة المنتظمة والمحبة الصادقة المكرمة .
والمجلس العالي الملك الأجل أعلى الله قدره ونشر بالخير ذكره أولى من