وأبيحت لمن تأبى الجهاد جانبا ورضي باللهو صاحبا واقتنى السلاح لغير يوم الباس واعتنى بارتباط الجياد بطرا ورئاء الناس .
وكان كتابنا قد تقدم في أمر المجاهدين وما يحتاجونه من الإعانة بما يحمل إليهم من الأموال بالمملكة اليمنية ليصرف ذلك في حقه ويصل إلى مستحقه ويكون قد أعد منها للإنفاق في سبيل الله جانب بحيث لا يضاع ووصل إلى مجاهدي الأمة نصيب من مال الله الذي هو في يد من ولاه شيئا من أمور عباده على حكم الإيداع ويدخل ذلك في زمرة الذين يكنزون الذهب والفضة لا ينفقونها فحصلت المكابرة في الجواب عن ذلك وأي عذر في المكابرة عن مثل هذا الأمر وشغل الوقت بذكره ونحن عندنا في كل وقت من البشائر بمواهب الفتح وغرائب المنح ومتجددات الظفر والنصر ومتحليات التأييد التي قسمت أعداء الله بين الحصد والحصر ما يهب نشره هبوب الريح في البر والبحار ويود الدهر لو رقمه بذهب الأصيل على صفحات النهار وكل ذلك في أشد أعداء الله تعالى من التتار الذين عرف عددهم وجلدهم والفرنج الذين طال وكثر في عداوة الإسلام أبدهم ومددهم والأرمن الذين هم أكثر الطائفتين في الظاهر وفاقا وأشد الفئتين في الباطن نفرا ونفاقا وهم لهؤلاء مادة تمر وتمير وتغريهم وتغرهم فتصير بهم من نار الحرب المضرسة لسيوفنا إلى جهنم وبئس المصير وأي شيء من ذلك يذكر عند مواقف جيوشنا المنصورة وظفر عساكرنا المؤيدة لو كان حصل عنده الفكر الصائب ما وردت مكاتبته إلا وهي مقترنة بما يرضي الله ورسوله وأهل الإسلام من إمداد الغزاة بالأموال وإعانتهم على الكلف التي كلما أعد لها مال بدت حال يلائمها الإنفاق في سبيل الله ويسألونك عن الجبال وها هي قادمة إلينا يقدمها النصر ويتقدمها من أسرى العدا وغنائمهم ما يربي عن الحصر وما