المقصد الثاني في المكاتبة إلى ملوك الكفار ببلاد المغرب من جزيرة الاندلس وما والاها مما هو شمالي الأندلس من الأرض الكبيرة .
قد تقدم في الكلام على المسالك والممالك من المقالة الثانية أن المسلمين كانوا قد افتتحوا جزيرة الأندلس في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان Bه وأنها أقامت بأيدي المسلمين إلى رأس الستمائة من الهجرة ولم يبق منها بيد المسلمين إلا غرناطة وما معها من شرق الأندلس عرض ثلاثة أيام في طول عشرة أيام وباقي الجزيرة على سعتها بيد أهل الكفر من نصارى الفرنج وأن المستولي على ذلك منهم أربعة ملوك .
الأول صاحب طليطلة وما معها ولقبه الأذفونش سمة على كل من ملك منهم وعامة المغاربة يسمونه الفنش وله مملكة عظيمة وعمالات متسعة تشتمل على طليطلة وقشتالة وإشبيلية وبلنسية وقرطاجنة وجيان وجليقية وسائر أعمالها .
الثاني صاحب أشبونة وما معها وتسمى البرتغال ومملكته صغيرة واقعة في الجانب الغربي عرضا له تشتمل على أشبونة وغرب الأندلس .
الثالث صاحب برشلونه وأرغون وشاطبة وسرقسطة وبلنسية وجزيرة دانية وميورقة