على راميها النصال وكان الذي قاله السلطان والكم أنتم عرفتم ما لقيتم نوبة دمياط من عسكر الملك الصالح وكانوا جماعة أكراد ملفقة مجمعة وما كان بعد هؤلاء الترك وما كان يشغلنا عنكم إلا قتال التتر ونحن اليوم بحمد الله تعالى صلح نحن وإياهم من جنس واحد ما يتخلى بعضه عن بعض وما كنا نريد إلا الابتداء فأما الآن فتحصلوا وتعالوا وإن لم تجوا فنحن نجيكم ولو أننا نخوض البحر بالخيل والكم صارت لكم ألسنة تذكرون بها القدس والله ما ينال أحد منكم منه ترابة إلا ما تسفيه الرياح عليه وهو مصلوب وصرخ فيهم صرخة زعزعت قواهم وردهم أقبح رد ولم يقرأ لهم كتابا ولا رد عليهم سوى هذا جوابا .
قلت فإن اتفق أن يكتب إلى الريد إفرنس المذكور فتكون المكاتبة إليه مثل المكاتبة إلى الأذفونش أو أجل من ذلك .
واعلم أن الريد فرنس هو الذي قصد الديار المصرية بمواطأة الأذفونش صاحب طليطلة المقدم ذكره وملكوا دمياط وكانت الواقعة بينهم في الدولة الأيوبية في أيام الصالح أيوب وأخذ الريد فرنس وأمسك وحبس بالدار التي كان ينزلها فخر الدين بن لقمان صاحب ديوان الإنشاء بالمنصورة ورسم عليه الطواشي صبيح ثم نفس عنه وأطلق لأمر قرر عليه وقال في ذلك جمال الدين بن مطروح أبياته المشهورة وهي سريع