بركات الخليل وتقرى الوجوه به آثار المعاهد وتلتمح من ثنايا وفادته بوارق الفوائد فأكرم به من وافد مخطوب وزائر مرقوب صدعنا به في حفل الجهاد انتحاء وافتخارا ثم صناه في كرائم الخزائن اقتناء للخلف وادخارا وجعلنا قراه شكرا معطارا وثناء يبقى في الخافقين مطارا ودعاء يعلي الله به لمقامكم السني في أوليائه مقدارا ويجهز به لملككم كما فعل انصارا ويثيبكم الجنة التي لا يرضى السعداء بغيرها قرارا والله تعالى يجعل لأفلاك الهناء على مخاطبة مقامكم الرفيع العلاء مدارا ويقيم الشكر الزم الوظائف لحقكم ابتدارا والثناء أولى ما تحلى به مجدكم شعارا ويبقيكم للإسلام ركنا شديدا وظلا مديدا وسماء مدرارا ما استأنفت البدور إبدارا وعاقب الليل نهارا والسلام .
المقصد الثالث في رسم المكاتبات الواردة عن ملوك السودان وفيه ثلاثة أطراف .
الطرف الأول في المكاتبات إلى صاحب مالي .
وهو المستولي على التكرور وغانة وغيرهما وهي أعظم ممالك السودان المسلمين مملكة ولم أقف لأحد منهم على صورة مكاتبة إلى الأبواب السلطانية إلا أن المقر الشهابي بن فضل الله في كتابه مسالك الأبصار عند الكلام على هذه المملكة تعرض لذكر سلطانها في زمان الملك الناصر محمد بن قلاوون وهو منسى موسى وذكر أنه ورد منه كتاب يمسك لنفسه فيه ناموسا ولم يورد نسخته