الطرف الثاني في المكاتبات الصادرة عن صاحب البرنو .
ورسم مكاتبته أن يكتب في ورق مربع بخط كخط المغاربة فإن فضل من المكاتبة شيء كتب بظاهرها وتفتتح المكاتبة بخطبة مفتتحة بالحمد ثم يتخلص إلى المقصد ببعدية ويأتي على المقصد إلى آخره ورأيته قد ختم مكاتبته إلى الأبواب السلطانية بقوله والسلام على من أتبع الهدى وكأن ذلك جهل من الكاتب بمقاصد صناعة الإنشاء إذ لا يهتدون إلى حقائقها .
وهذه نسخة كتاب ورد على الملك الظاهر ابي سعيد برقوق ووصل في شهور سنة أربع وتسعين وسبعمائة صحبة ابن عمه مع هدية بعث بها إلى السلطان بسبب ما يذكر فيه من أمر عرب جذام المجاورة لهم وهي في ورق مربع السطر إلى جانب السطر بخط مغربي وليس له هامش في أعلاه ولا جانبه وتتمة الكتاب في ظهره من ذيل الكتاب وهو .
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما .
الحمد لله الذي جعل الخط تراسلا بين الأباعد وترجمانا بين الأقارب ومصافحة بين الأحباب ومؤنسا بين العلماء وموحشا بين الجهال ولولا ذلك لبطلت الكلمات وفسدت الحاجات وصلوات الله على نبينا المصطفى ورسولنا المرتضى الذي أغلق الله به باب النبوة وختم وجعله آخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ما ناحت الورق وما عاقب