وأمدهم بنفقات أصلحت أحوالهم وأطلقت في طلب عدو الله أقوالهم وسلاح جدد استطاعتهم وأعان شجاعتهم وخيول تكاد تسابقهم إلى طلب عدوهم وتحضهم على اخذ حظهم من اللقاء كانها تساهمهم في أجر رواحهم وغدوهم وقد نضوا رداء الإعجاب عن أكتافهم واعتصموا بعون الله وتأييده لا بقوة جلدهم ولا بحدة اسيافهم وسيعجلون العدو إن شاء الله تعالى عن اندمال جراحه ويتعجلون إليه بجيوش تسوء طلائعها في مسائه وتصبحه كتائبها في صباحه والله تعالى لا يكلنا إلى جلدنا ولا ينزع أعنة نصره من يدنا .
الصنف التاسع المكاتبة بتوبيخ المهزوم وتقريعه والتهكم به .
وهذا النوع من المكاتبات قليل الوقوع ولذلك لم يتعرض إليه في مواد البيان والذي ينبغي أن تبنى المكاتبة فيه عليه ذكر هزيمة المهزوم وما استولى عليه من الغلبة والقهر وصورة الحال في النصرة عليه والاستيلاء على بلاده وأمواله وسائر ذات يده واسر رجاله واسترقاق ذراريهم ونسائهم وما يجري مجرى ذلك مما فيه إيلام خاطره وتقطيع قلبه حسرات على ما ناله ونحو ذلك مما يدعو المكتوب إليه إلى الطاعة ويوجب الانقياد .
وهذه نسخة كتاب من هذه النمط كتب به القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر C إلى البولس بيمند ملك الفرنج المستولي على طرابلس من