المهيع الثاني من مقاصد المكاتبات السلطانية ما يكتب به عن نواب السلطان والاتباع إلى السلطان ابتداء .
وهو على أنواع كثيرة نذكر منها ما يستضيء به الكاتب في مثله .
فمن ذلك ما يكتب عن نائب كل مملكة إذا وصل إلى محل ولايته .
قد جرت العادة أن النائب إذا وصل الى مملكته ومقر ولايته كتب الى السلطان يخبره بذلك وبما المملكة عليه .
وهذه نسخة مكاتبة من ذلك كتب بها عن نائب حلب في معنى ذلك وهي .
يقبل الارض وينهى أن المملوك وصل الى المملكة الفلانية المحروسة وحل محلها المأنوسة التي شملته الصدقات الشريفة بكفالتها واهلته المراحم المنيفة لايالتها رافلا في حلل الانعام الشريف متفيئا ظل العز الوريف صحبة فلان مسفره ودخلها يوم كذا من شهر كذا لابسا تشريفه الشريف المنعم به عليه ماشيا لمحل الكرامة الذي سار إليه بحضور من جرت العادة بحضوره من قضاة القضاة والأمراء والحجاب والعساكر المنصورة والأصحاب على أجمل العوائد وأكمل القواعد وقبل الأرض بباب القلعة المنصورة ودخل دار العدل الشريف وقطوف الأماني له مهصورة وقريء بها بحضرة أولياء الدولة تقليده وعظم المراسم الشريفة تأييده وتصدى لما نصبته له المراسم الشريفة من إنصاف المظلوم وتنفيذ كل مهم شريف ومرسوم وتصفح أحوال المملكة وسلك كل أحد مسلكه واستجلبت الأدعية لمولانا السلطان واجتهد في حياطة البلاد ممن يمد إليه شيطان المفسدين بأشطان وانتظم له امر المملكة بالمهابة