( وأبرح ما يكون الشوق يوما ... إذا دنت الديار من الديار ) .
فالله يقرب من أمد التلاقي بعيدا ويجعل رداء الاجتماع بخدمته قشيبا جديدا .
الضرب العاشر التهنئة بنزول المنازل المستجدة .
فمن ذلك من إنشاء علي بن خلف .
أشرف المنازل رقعة وأترفها بقعة وأرفعها رفعة ما اتخذه مولانا لنفسه موطنا وجعله بنزوله فيه حرما آمنا وصيره بمخصب مكارمه للعفاة مرادا ومقصدا وبمعذب نوافله للظماة مشرعا وموردا وللسؤدد بمجده معقلا وللرياسة بشرفه منزلا والله تعالى يجعل هذه الدار التي تديرها وحلها وحط بها رحله ونزلها مأهولة ببقائه آنسة بسبوغ نعمائه عامرة بسعادته مشيدة بتناصر عزه وزيادته لا تخطئها حوائم الآمال ولا تتخطاها ديم الإقبال ويعرفه من بركتها ويمن عتبتها ما يقضي بامتداد الأجل وانفساح الأمل وبلوغ الأماني واتصال التهاني بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى .
ومن ذلك .
وينهي أنه قد اتصل بالمملوك تحول مولانا إلى المنزل المنشإ الجديد ذي الطالع السعيد والطائر الحميد فسألت الله تعالى أن يبوئه منه المبوأ الكريم ويمتعه فيه بالدعة والنعيم والنماء والمزيد والعيش الرغيد ويجعله واصلا لحبله مأهولا بأهله ويعرفه بركة عتبته ويمليه ببهائه ونضارته وحصل للمملوك السرور بأن بلغه الله الوطر في سكنى ما عمر وأناله الأمل والالتذاذ بخدمته والسرور بافتضاض عذرته إن شاء الله تعالى .
ومن ذلك