الوسن ومن زائد الاكتئاب ما كاد يحرمه التقمص بثوب الثواب بحيث إنه عوض بالزمن الأسود عن العيش الأخضر وذاق من موجب لبس الأبيض طعم الموت الأحمر وأنه ضمه إليه ضم المحبوب وابتهج به ابتهاج من ظفر بغاية السول والمطلوب فأغمدت الكآبة خوفا من قلمه سيفها وأزالت الدنيا الدنية عنه حيفها وعزى نفسه وسلاها وشغله إحسانه عن محاسن محا الموت سناها فرفض من توجعه ما فرضته حادثته وسلك منهجا غير المنهج الذي فتتت فيه حشاه ومهجته فالله تعالى يكفينا ما نحاذره في المجلس ويحرس سناه ويديم سعده وعلاه .
النوع الثالث من مقاصد المكاتبات التهادي والملاطفة .
قال في مواد البيان رقاع التهادي يجب أن تودع من الألفاظ المستحسنة ما يمهد لقبول الملاطفة والمبرة التي تتميز في المودة قال وينبغي أن يطرف الكاتب إذا كان مهديا أو مستهديا وقد جرت العادة أن تودع هذه الرقاع من أوصاف الشيء المهدى ما يحسنه في نفس المهدى إليه قال وينبغي لمن ذهب هذا المذهب أن لا يعتمد تفخيم هديته ولا الإشارة إلى جلالة خطرها فإن ذلك يخل بشروط المروءة ويتحاماه الكرماء .
ثم هي على ثلاثة أضرب .
الضرب الأول ما يكتب مع التقادم إلى الملوك من أهل مملكتهم إلى القائمين بإيصال التقدمة إلى الملك وكاتب السر ونحوهما .
الشيخ جمال الدين بن نباتة إلى كاتب السر بالأبواب السلطانية