يحط به الرائد رحله ويوفد إليه أهله ويدعو إلى اختيار من يهب إلى السرور ويساعد على الحضور للمشاركة في التملي ببهجته والتمتع بنضرته فكان مولاي أول من جرى إليه ذكري ووقع عليه طرف فكري لأنه الساكن في فؤادي الحال في محل رقادي فإن رأى أراه الله ما يقر العين أن يكمل مسرتي بنقل قدمه إلي وإطلاع سعد طلعته علي ليتمم محاسن ما وصفته ويكمل الالتذاذ بما شرحته فعل إن شاء الله تعالى أجوبة رقاع الاستزارة .
قال في مواد البيان لا يخلو المستزار من الإجابة إلى الحضور أو التثاقل عنه فإن حضر على الفور فلا جواب لما نفذ إليه وإن وعد الحضور وتلوم ليقضي شغلا ويحضر فينبغي أن يبني الجواب على سروره بما دعي إليه وحسن موقعه منه وأن تلومه للعائق الذي قطعه عن أن يكون جوابا عما ورد عليه وأن حضوره يشفع رقعته وإن أيس من الحضور وجب أن يبنى الجواب على ما يمهد عذره ويقرر في نفس مستزيره أنه لم يتأخر عن المساعدة على الأنس إلا لقواطع صدت عنه يعلم المعتذر إليه صحتها لينحرس ما بينهما من المودة فإن كثيرا ما تتفاسد الخلان من مثل هذه الأحوال .
النوع السابع في اختطاب المودة وافتتاح المكاتبة .
قال في مواد البيان الرقاع الدائرة بين الإخوان في اختطاب المعاشرة وانتماء المكاثرة وطلب الخلطة والمؤانسة يجب أن يقدر الخطاب فيها على أن يصل المرغوب في عشرته إلى الانخراط في سلك أحبائه والانحياز إلى أهل ولائه ويبعث على قصده في الالتحاق بوده ويدل على المماحصة والصفاء والمخالصة وما جرى هذا المجرى مما يتعامل به أخلاء الصدق ويجعلونه مهرا لما يلتمسونه من الممازجة ويرومونه من الاختلاط والمواشجة .
قال وينبغي أن يذهب الكاتب في هذه الرقاع مذهبا لطيفا ويحسن