الهجوع ويغرق العيون بالدموع ولله تعالى في عبادة أقضية يقضيها وأقدار يمضيها والله أسأل حسن العاقبة والختام وتمحيص الأوزار والآثام .
رقعة كتب المملوك وجسمه صحيح وقلبه قريح وجنانه سليم وجنابه سقيم لما يتبادر إليه من نكايات تقدح وتقرح وحادثات تكلم وتجرح ونوب تهض وتهدم وترض وخطوب تخاطب شفاها وتوصل من اليد إلى اليد أذاها إلا أن الله يهب ريح المنح وقد تداكت المحن فينشفها ويشق عمود الفرح وقد ادلهمت فيكشفها وظن المملوك بالله تعالى جميل وله في صنعه ولطفه تأميل .
رقعة وينهي أنه قد كتب هذه العبودية بيد قد أرعشتها الآلام يملي عليها قلب قد قلبته الأسقام فجسمه ناحل وجسده بعد النضرة قاحل وقواه قد وهنت وجلادته قد وهت وصبره قد تخلى واضطرب وتحمله قد نأى واقترب وعاد شبحا من الأشباح وهباء تذروه الرياح فلو اعتلق بشعرة لم تنصرم أو ولج خرت إبرة خياط لم تنفصم ولولا الثقة بالله وأنه يتبع السقم بالصحة ويشفع المحنة بالمنحة لذهب ما بقي من ذمائه وأطل على شفا شقائه والمملوك يستشرف منه تعالى لطفا يعيد الكليل حديدا والمخلق جديدا .
رقعة وينهي أنه قد كتب هذه الرقعة وقد ساء أثر الأيام عليه وقبح صنعها لديه وابتلته بمؤلم البلوى وأنطقته بلسان الشكوى فهو محترق بنار الغيظ يدعو على نفسه بالفيط إن لم يكن فرج يفرج بين الأضداد ولطف يريح من هذا الجهاد وكلما طلب المزايلة عوق أو طلب الفكاك اعتلق فهو قاطن في صورة الظاعن وحال في حال الراحل والله يمن بالمخرج ويأتي بالفرج