سبعة آلاف والضحاك في نحو ثلاثين ألفا واقتتلوا فقتل الضحاك وقتل معه أشراف من قريش .
المقصد الثالث في كيفية استعمال الكاتب ذكر هذه الوقائع في كلامه .
لا يخفى أن الكاتب المترشح للكتابة إذا كان من المعرفة بأيام الحرب والعلم بتفاصيل أخبارها ومن يعد من فرسان حروبها ومصاقع خطبائها ومفلقي شعرائها وما جرى بينهم في ذلك من الخطب والأشعار والمناقضات كان مستعدا لما يستشهد به من واقعة قديمة أو يرد عليه في مكاتبة أو شعر من ذكر أيام مشهورة أو ذكر فارس معين كما قال أبو تمام الطائي يمدح بني شيبان .
( إذا افتخرت يوما تميم بقوسها ... وزادت على ما وطدت من مناقب ) .
( فأنتم بذي قار أمالت سيوفكم ... عروش الذين استرهنوا قوس حاجب ) .
يشير إلى أن حاجب بن زارة التميمي وفد على كسرى في سنة جدب فقال الحاجب من أنت قال رجل من العرب فلما دخل على كسرى قال له من أنت قال سيد العرب قال ألم تقل بالباب إنك رجل من العرب قال كنت بالباب رجلا منهم فلما حضرت بين يدي الملك سدتهم فملأ فمه درا وشكا إليه محل الحجاز وطلب منه حمل ألف بعير برا على أن يعيد قيمتها فقال وما ترهنني على ذلك قال قوسي فاستعظم همته وقال قبلت وأعطاه حمل ألف بعير برا ومات حاجب فأحضر بنوه المال بعد موته وطلبوا منه قوس أبيهم فافتخرت تميم بذلك فأشار أبو تمام في بيتيه إلى هذه المنقبة يقول يا بني شيبان في يوم ذي قار أبدتم جيوش كسرى الذي استرهن قوس حاجب