واستثنيت عليه طالبا للرجوع عنه فبرأني الله من حوله وقوته وسلبني ما وهب من فضله ونعمته ومنعني ما وعد من رأفته ورحمته وخلاني من يديه يوم الفزع الأكبر لديه وحنث كل يمين حلفها المسلمون على قديم الأيام وحديثها والتناهي في تأكيدها وتشديدها وأعروها من لباس الشبهة وأخلوها من دواعي المخاتلة وهذه اليمين يميني أوردتها على صدق من نيتي وصحة من عزيمتي واتفاق من سري وعلانيتي وسردتها سردا متتابعا من غير فصل وتلفظت بها تلفظا من غير قطع والنية فيها نية فلان على حضور منه وغيب وبعد وقرب وأشهد الله تعالى بما عقدته على نفسي منها وكفى بالله شهيدا على من أشهده وحسيبا على من اجترأ على إخفار عهده ونقض عقده .
قلت فإن كان من تؤخذ عليه المبايعة اثنين أتي في المبايعة بصيغة التثنية او ثلاثة فأكثر أتي بصيغة الجمع .
ولم أقف على كيفية وضعهم لذلك في الكتابة والذي يظهر أن المبايعة كانت تكتب على الصورة المتقدمة ثم يكتب المبايعون خطوطهم بصدورها عنهم كما يفعل الآن في تحليف من يحلف من الأمراء وغيرهم من أرباب الوظائف بالمملكة المصرية والممالك الشامية أو يشهد عليهم في آخر البيعة بمعاقدتهم عليها ورضاهم بها ونحو ذلك .
المذهب الثاني مما يكتب في بيعات الخلفاء .
أن تفتتح المبايعة بلفظ من عبد الله ووليه فلان أبي فلان الإمام الفلاني إلى اهل دولته ونحو ذلك بالسلام عليهم ويؤتى بما سنح من الكلام ثم يقال أما بعد فالحمد لله ويؤتى على وصفه بشريف المناقب واستحقاقه للخلافة واستجماعه لشروطها وما يجري هذا المجرى ثم