بامتناع سدادك ونهاك أن يراك صواب الفعل حيث نهاك واستنامة إلى ما خولك الله من الرأي الثاقب المطلع من خصائص البديهة على محتجب العواقب .
فارتبط يا فلان هذه النعمى التي جادت ديمها مغانيك وحققت الأيام بمكانتها أمانيك بشكر ينطق به لسان الإعتراف فيؤمن وحشي النعم من النفار والانحراف واسلك في جمال السيرة والإقتداء بهذه الأوامر المبينة المذكورة جددا يغري بحمدك الألسنة ويعرب عن كونك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والله يصدق مخيلة أمير المؤمنين فيك ويوزعك شكر ما أولاك ويوليك ويجعل الصواب غرضا لنبال عزائمه ويذود عن دولته القاهرة كتائب الخطوب بصوارم السعد ولهاذمه ويصل أيامه الزاهرة بالخلود ويبسط على أقاصي الأرض ظله الممدود ما استهل جفن الغيث المدرار وابتسمت ثغور النوار إن شاء الله تعالى .
النوع الثاني مما كان يكتب لأرباب الوظائف من ديوان الخلافة ببغداد ما كان يكتب لأرباب الوظائف من أصحاب السيوف وهو على ضربين .
الضرب الأول العهود وهي أعلاها رتبة .
وطريقتهم فيها أن تفتتح بلفظ هذا ما عهد عبد الله ووليه فلان أبو فلان الإمام الفلاني إلى فلان الفلاني حين عرف منه ويذكر بعض مناقبه وربما تعرض لثناء سلطان دولته عليه .
ثم يقال فقلده كذا وكذا ثم يقال وأمره بكذا ويأتي بما يناسب من الوصايا ثم يقال فتقلد كذا وكذا ثم يقال هذا عهد أمير المؤمنين إليك وحجته عليك أو نحو ذلك ولا يؤتى فيه بتحميد