وتغنم واسترشد الله يرشد واستهده يهدك واستعن به ينصرك وفوض إليه يعصمك إن شاء الله تعالى .
الضرب الثاني مما يكتب من ديوان الخلافة لأرباب السيوف التقاليد وهي لمن دون أرباب العهود في الرتبة وليس لافتتاحها عندهم ضابط .
وهذه نسخة تقليد بحماية الكوفة لأبي طريف بن عليان العقيلي من إنشاء أبي إسحاق الصابي وهي .
قد رأينا تقليدك أطال الله بقاءك الحماية بالكوفة وأعمالها وما يجري معها ثقة بشهامتك وغنائك وسكونا إلى استقلالك ووفائك واعتقادا لاصطناعك واصطفائك وحسن ظن بك في شكر ما يسدى إليك ومقابلته بما يحق عليك من الأثر الجميل فيما تولاه والمقام الحميد فيما تستكفاه فتول أيدك الله ذلك مقدما تقوى الله ومراقبته ومستمدا توفيقه ومعونته واحرس الرعية في مساكنها والسابلة في مسالكها وادفع عن عملك ونواحيه أهل العيث جميعا واطلبهم طلبا شديدا واطرقهم في مكامنهم وتولج عليهم في مظانهم ونكل بمن تظفر به منهم نكالا تقيم به حكم الله عليهم وحدوده في أمثالهم وبالغ في ذلك مبالغة تخيف الظنين وتوجسه وتؤمن السليم وتؤنسه وراع الأكرة والمزارعين حتى ينبسطوا في معايشهم ويتصرفوا في مصالحهم وتتيسر عواملهم في عماراتها ومواشيهم في مسارحها ومتى طردت لأحد منهم طريدة أو امتدت إليهم يد عاتية ارتجعت ما أخذ له ورددته بعينه أو قيمة مثله وخفف عمن وليت عليه الوطأة وارفع عنهم المؤونة والكلفة وخذهم بالتناصف واقبضهم عن التظالم وامنع قويهم من تحيف المضعوف وشريفهم من استضامة المشروف وأولهم من عدلك وحسن سيرتك واستقامة طريقتك ما يتصل عليه شكرك ويطيب به ذكرك ويقتضي لك دوام الولاية وتضاعف العناية .
واعلم بأنك فيما وليته من هذا الأمر متضمن للمال والدم ومأخوذ بكل ما