التواقيع تكتب بالوظائف لأرباب السيوف من النيابات وغيرها قبل أن تحدث المراسيم المكبرة المقدمة الذكر ثم خصت التواقيع بعد ذلك بالمتعممين دون أرباب السيوف ومضى الأمر على ذلك في زمن صاحب التثقيف فجرى على حكمه ولم يبق ممن يكتب له توقيع من أرباب السيوف سوى نظار الجهات الثلاث المتقدمة الذكر من البيمارستان المنصوري والجامع الجديد الناصري بمصر ونظر الحرمين حرم القدس الشريف وحرم الخليل عليه السلام والحكم باق على ذلك إلى الآن .
ثم التواقيع على اختلافها لا تخرج عن أربع طبقات .
الطبقة الأولى ما يفتتح بخطبة مفتتحة بالحمد لله وفيها مرتبتان .
المرتبة الأولى ما يكتب في قطع النصف بقلم خفيف الثلث قال في التثقيف وصورته يعني ما يكتب به لأرباب الأقلام أن يكتب في الطرة توقيع شريف بأن يفوض إلى المجلس العالي القاضوي الكبيري الفلاني ويدعى له دعوة واحدة نظر الجامع الجديد الناصري بما جرت به عادته على أجمل العوائد وأكمل القواعد بالمعلوم الشاهد به الديوان المعمور إلى آخر وقت على ما شرح فيه .
قال فإن كان حاكما كتب له بعد الكبيري الحاكمي وإن كان كاتب السر كتب له بعد الكبيري اليميني لا غير ثم يكتب في الصدر خطبة مفتتحة بالحمد لله ثم يقال أما بعد والتتمة على نظير ما ذكر في التقاليد إلا فيما يليق بالوظيفة والمتولي لها مما يناسب الحال وقد ذكر في التثقيف أنه كان يكتب بذلك للقضاة الأربعة بالديار المصرية والقضاة الأربعة بالشام