وليأمرهم أمرا عاما بأن لا يركب أحد منهم إلا بدستور ولا ينزل إلا بدستور وليحترز عليهم من طوائف الغلمان ولا يستخدم منهم إلا معروفا بالخير ويقيم عليهم الضمان وليحرر على من دخل عليهم وخرج ولا يفتح لأحد منهم إلا من علم أنه ليس في مثله حرج ولا يدع للريبة بينهم مجالا للاضطراب وليوص مقدميهم بتفقد ما يدخل إليهم فإن الغش أكثره من الطعام والشراب وليدم مراجعتنا في أمرهم فإن بها يعرف الصواب وليعمل بما نأمره به ولا يجد جوى في جواب .
الضرب الثاني ممن يكتب له بالولايات بالديار المصرية أرباب الوظائف الدينية وهو على طبقتين .
الطبقة الأولى أصحاب التقاليد ممن يكتب له بالجناب العالي .
وتشتمل على عدة وظائف .
الوظيفة الأولى القضاء .
قد تقدم في المقالة الثانية في الكلام على ترتيب الوظائف أن الديار المصرية كان يليها قاض واحد إلى أن كانت الدولة الظاهرية بيبرس في أوائل الدولة التركية وقاضي القضاة يومئذ القاضي تاج الدين عبد الوهاب ابن