ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا تزال تختال بذكرها أعطاف المنابر وتتعطر ألسنة الأقلام بما تنقله منها عن أفواه المحابر ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي هدى الله من تقدم من الأمة بخبره ومن تأخر بخبره وجعل روضة من رياض الجنة بين قبره ومنبره وعلى آله وصحبه الذين هم أول من عقدت بهم من الجمع صلواتها وأكرم من زهيت به من الجهاد والمنابر صهواتها صلاة لا نزال نقيمها عند كل مسجد ونديمها في كل متهم في الآفاق ومنجد وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن أولى المنابر أن يرتاد له من أئمة العلماء علامة عصره ورحلة مصره وإمام وقته الذي يصدع بالحق وإن صدع وعالم زمانه الذي يقوم في كل مقام بما يناسبه مما يأخذ في الموعظة الحسنة وما يدع منبر نذكر بآلاء الله على أعواده وإن لم نزل لها من الذاكرين وننبه فيه على شكر الله بالرأفة على خلقه وإن لم نبرح لها بذلك وغيره من الشاكرين ونشوق عليه إلى الجهاد في سبيل الله بما أعد الله لنا على ذلك من النصر والأجر وإن كنا على الأبد إليه مبادرين وإلى إقامة دعوة الحق به مباكرين .
ولما كان فلان هو الذي تعين لرقي هذه الرتبة فخطب لخطابتها وتبين أنه كفؤها الذي تتشوق النفوس إلى مواعظه فترغب في إطالتها لإطابتها اقتضت آراؤنا الشريفة أن نحلي بفضائله أعطاف هذا المنبر الكريم وأن نختص نحن وأولياؤنا بسماع مواعظه التي ترغب فيما عند الله بجهاد أعداء الله والله عنده أجر عظيم .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زال يطلع في أفق المنابر من الأولياء شمسا منيرة ويقيم شعائر الدين من الأئمة الأعلام بكل مشرق العلانية طاهر السريرة أن يفوض إليه كذا فليحل هذه الرتبة التي لم تقرب لغيره جيادها