الحمد لله معلي قدر من تحلى بالأمانة والصون ورافع مكانة من كان فيما عرض من العوارض نعم العون ومؤهل من أرشدنا إليه للاجتباء حسن الاختبار ومبلغ الإيثار من شكرت عنه محامد الآثار .
نحمده حمد الشاكرين ونشكره شكر الحامدين ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مخلص في اعتقاده مبرإ من افتراء كل جاحد وإلحاده ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وأيده بسلطان منه وطهر به الأرض من دنس الضلال تطهيرا A وآله وصحبه صلاة لا يزال علم العلم بها منشورا وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن العناية بالحصون توجب أن لا يختار لها إلا من هو ملي بحفظها موفر لها من حسن الذب غاية حظها حسن المرابطة مبرأ من دنس الأفعال الساقطة ذوقلب قوي وقالب وعزم ما زال لمهمات الأمور أشجع مغالب إذ هو للمرابطين بها أوثق حرز حريز وأصون حجاب لمبارزة ذوي التبريز فتصبح به مستورا عوارها كاتمة لأسرارها أسوارها تخاطب منازليها من مجانيقها بأبلغ لسان وتشافه ملاجيها من أنفة أنفها إلا أنه بأعلى مكان .
ولما كانت القلعة الفلانية بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة التي كل مكانة بالنسبة والإضافة إلى علو مكانها المكانة الوضيعة اخترنا لها وابتغينا واستوعبنا بالتأهيل لنيابتها ولم نترك في استيعابنا ولا أبقينا فلم نجد لولايتها كفأ إلا من نظمت عقود هذا التقليد لتقليده ورتلت سور هذه المحامد بمبديء لسان تقريظه ومعيده إذ هو أوثق من يلقى إليه إقليدها وأكفأ من ينجز به موعودها إذ كان المكين والثقة المتحلي إذ كان التحلي مما يزين العاطل