سيرته التي جعلته صفوة الاختيار ونخبة ما أوضحته الحقيقة من الاختبار ما يغني عن الوصية إلا على سبيل الذكرى التي تنفع المؤمنين وترفع قدر الموقنين وملاكها تقوى الله تعالى فليجعلها أمام اعتماده وإمام إصداره وإيراده والله تعالى يديم مواد تأييده وإسعاده إن شاء الله تعالى .
الطبقة الثانية من يكتب له مرسوم شريف في قطع الثلث بالمجلس السامي بغيرياء وتشتمل على وظائف .
منها شد الدواوين بطرابلس .
وهذه نسخة توقيع بها .
الحمد لله مجدد الرتب لمن نهض فيها إخلاصه بما يجب ومولي المنن لمن إذا اعتمد عليه من مهمات الدولة القاهرة في أمر عرف ما يأتي فيه وما يجتنب ومؤكد النعم لمن إذا ارتيدت الأكفاء في الخدمة الشريفة كان خيره من يختار ونخبة من ينتخب .
نحمده على نعمه التي سرت إلى الأولياء عوارفها واشتمل على الأصفياء وافر ظلالها ووارفها ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تزلف لديه وتكون لقائلها ذخيرة يوم العرض عليه ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أشرف مبعوث إلى الأمم وأكرم منعوت بالفضل والكرم A وآله وصحبه الذين ولوا أمر الأمة فعدلوا وسلكوا سنن سنته فما مالوا عنها ولا عدلوا وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن أولى ما اختير له من الأولياء كل ذي همة عليه وعزمة بمصالح ما يعدق به من مهمات الدولة القاهرة ملية وخبرة بكل ما يراد منها وفيه ويقظة تلحظ في كل ما قرب ونأى من المصالح الأمور الباطنة والأحوال الخفية وصرامة تؤيس من استلانة جانبه ونزاهة تؤمن من إمالة رأيه في كل أمر عن سلوك واجبه ومعرفة مطلعة ونهضة بكل ما إن حمله من أعباء المهمات