فلذلك رسم بالأمر الشريف أن تفوض إليه نيابة السلطنة الشريفة بصفد المحروسة تفويضا يعلي قدره ويمضي في عموم مصالحها وخصوصها نهيه وأمره ويرهف في حفظ سواحلها وموانيها بيضه وسمره ويصلي مجاورها من ساكني الماء من بأسه المتوقد جمره .
فليتلق هذه النعمة بباع شكره المديد ويترق هذه المرتبة بمزية اعتزامه التي ليس عليها فيما يعدق به من مصالح الإسلام مزيد وينشر بها من عموم معدلته ما لا يخص دون قوم قوما ويعمر بلادها بالعدل فإن عدل يوم واحد خير للأرض من أن تمطر أربعين يوما ويبسط فيها من مهابته ما يكف أكف البغاة أن تمتد ويمنع رخاء أهوية أهلها أن تشتد ويؤمن المسالك أن تخاف والرعايا أن يجار عليهم أو يحاف وليكن من في تقدمته من الجيوش المنصورة مكملي العدد والعدد ظاهري اللأمة التي هي مادة المجالدة وعون الجلد مزاحي الأعذار فيما يرسم لهم به من الركوب مزالي العوائق في التأهب لما هم بصدده من الوثوب حافظي مراكزهم حفظ العيون بأهدابها آخذي أخبار ما يشغل البحر من قطع العدا في حال بعدها كحال اقترابها بحيث لا يشرف على البر من قطع المخذولين إلا أسير أو كسير أو من إذا رجع بصره إلى السواحل ينقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير وليكن أهل الجبال بمهابته كأهل السهل في حسن انقيادهم وطاعتهم ويصد عنهم بسطوته مجال الأوهام المتصلة فلا تنصرف إلى غير مجاوريهم من الأعداء مواقع بأسهم وشجاعتهم وملاك الوصايا تقوى الله وهي من أخص أوصافه والجمع بين العدل والإحسان وهما من نتائج إنصافه فليجعلهما عمدتي حكمه في القول