ذات عود تجذب بقلع وعوذ تقاد بزمام وإليه تضرب التجار البراري والبحار وتأتيه الوفود على كل قطار يحدى من الأقطار وكل هؤلاء إنما يأتون في ذمام الله بيته الذي من دخله كان آمنا وإلى محل ابن بنت نبيه الذي يلزمه من طريق بر الضيف ما أخذ لهم وإن لم يكن ضامنا .
فليأخذ بمن أطاع من عصى وليردع كل مفسد ولا سيما العبيد فإن العبد المفسد لا يزجره إلا العصا وليتلق الحجاج بالرحب والسعة فهم زواره وقد دعاهم إلى بيته وإنما دعاهم إلى دعة وليتلق المحمل الشريف والعصائب المنصورة وليخدم على العادة التي هي من الأدب مع الله تعالى معنى ومعنا صورة وليأخذ بخواطر التجار فإنهم سبب الرفق لأهل هذا البلد وتوسعة ما لديهم والمستجاب فيهم دعوة خليله إبراهيم صلوات الله عليه إذ قال ( واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) ولا تتحيف أموالهم بغرامة يقل بها الغنم ولا بظلامة فإنه بإزاء هذا البيت الذي يرد دونه من أراد فيه إلحادا بظلم ولينظر كيف حبس دونه الفيل وليكف عادية من جاوره من الأعراب حتى لا يخاف ابن سبيل وليقم شعائر الشرع المطهر وأوامر أحكامه التي قامت بأبويه بحكم جده سيدنا محمد A وآله وصحبه وسيف أبيه حيدر وليأمر طوائف الأشراف وأشياعهم وسائر أهل موالاتهم وأتباعهم بلزوم ما كان عليه صالح السلف وما عليه الإجماع وتجنب ما كانت الزيدية زادت فيه وكف الأطماع وليتق الله فإنه مسؤول لديه عما استرعاه وقد أصبح وهو له راع وإياه أن يتكل على شرف بلده فإن الأرض لا تقدس أحدا أو شرف محتده فإنه في يوم القيامة لا ينفع ولد والدا ولا والد ولدا .
الوظيفة الثانية قضاء مكة ويكتب به توقيع في قطع الثلث بالسامي بالياء .
وهذه نسخة توقيع بقضاء مكة المشرفة