موطن برها وأهلته الأقدار إلى جوار نبي هو خاتم الأنبياء وفاتح أمرها وأصبح للحكم في المدينة مستحقا لما فيه من سكينة وتحصيل للعلم ومن حصل العلم كان الله معينه .
فلذلك رسم أن يستقر .
فليباشر منصبا جليلا في محل جليل وليعلم أن سائر الأمصار تغبطه وتحسده وما لمنصبه من مثيل أين يوجد سواه في كل سبيل من قاض هو بسيد المرسلين نزيل ومن يصبح ويمسي جارا للمستجير في المحشر الطويل .
فاحكم بين ناس طيبة بورع وتأصيل وتحرير في تحريم وتحليل واتق الله في كل فعل وقيل واستقم على الحق حذار أن تميل فصاحب الشرع أنت منه قريب والنبي من الله قريب وحبيب وخليل وماذا عسى أن نوصيه وهو بحمد الله تعالى كالنهار لا يحتاج إلى دليل .
وأما الخطابة فارق درج منبرها وشنف الأسماع من ألفاظك بدرها وحرر ما تقوله من المواعظ فإن صاحب العظات يسمعك وتواضع لله فإن الله يرفعك وهذا المرقى فقد قام فيه النبي الأمي سيد الثقلين ومن بعده الخليفتان قرتا العين ومن بعدهما عثمان ذو النورين وعلى Bه أبو الحسنين فاخشع عند المطلع واصدع بما ينفع وانظر لما تقوله فإن رسول الله A وآله وصحبه هناك يسمع وقاضي المدينة وخطيبها يرجو أن ليس للشيطان فيه مطمع والله تعالى يحوز له الخير ويجمع بمنه وكرمه .
الوظيفة الثالثة مشيخة الحرم الشريف .
وقد جرت العادة أن يكون له خادم من الخصيان المعبر عنهم بالطواشية يعين لذلك من الأبواب السلطانية ويكتب له توقيع في قطع الثلث بالمجلس السامي بالياء مفتتحا بالحمد لله