الخلق المتصل عن أكرم وصي بمن قال الله تعالى في حقه ( إنك لعلى خلق عظيم ) .
فليحل هذه الهضبة التي أخذت من أفق العز بالمعاقد ويحل هذه الرتبة التي دون بلوغها من نوع الفراقد ألف راقد ويجر رداء الفخر على أهداب الكواكب ويزاحم بمواكب مجده النجوم على ورود نهر المجرة بالمناكب وليصل شرف هذه النسبة من جهته بمن رآه أهلا لذلك وليفت في الفتوة بما علم من مذهبنا الذي انتهى فيه منا إلى مالك وليطل على ملوك الأقطار بهذه الرتبة التي تفانى الرجال على حبها ويصل على صروف الأقدار بهذه العناية التي جعلته وهي حلية حزب الله من حزبها وليصل سر هذا الفضل العميم بإيداعه إلى أهله وانتزاعه ممن لم يره أهلا لحمله .
قلت وما تقدم مما يكتب عن الأبواب الشريفة السلطانية بالديار المصرية والممالك الشامية لأرباب السيوف وأرباب الأقلام وغيهرهم من التقاليد والتفاويض والتواقيع والمراسيم المكبرة والمصغرة ليس هو على سبيل الاستيعاب بل على سبيل التمثيل والتذكير لينسج على منواله وينهج على نهجه فإن استيفاء ما يكتب في ذلك مما يشق ويقف القصد دونه بل لا بد من حوادث تحدث لم يسبق لها مثال يقتفى أثره فيحتاج الكاتب إلى حسن سعته والله تعالى هو الموفق إلى نهج الصواب والهادي إلى طريق الحق في الأمور كلها بمنه وكرمه