أهل السفينة شكوا إلى نوح عليه السلام ضرر الفأر فمسح على وجه الأسد بيده فعطس فخرج السنور من أنفه ولذلك هو يشبهه في التكوين وكيفية الأعضاء .
وفيه مشاركة للإنسان في خصال .
منها أنه يعطس ويتثاءب ويتناول الشيء بيده ويأكل اللحم ويمسح وجهه بلعابه كأنه يغسله وإذا اتسخ شيء من بدنه نظفه وإذا قضى حاجته خبأ ما يخرج منه ويشمه حتى تخفى رائحته .
ويقال إنه يفعل ذلك كيلا يشمه الفأر فيهرب وهو يهيج للسفاد في آخر الشتاء ويكثر الصياح حينئذ وتحمل الأنثى منه مرة في السنة وتقيم حاملا خمسين يوما وإذا ألف منزلا منع غيره من السنانير من الدخول إليه وإذا طرده أهل البيت تملق لهم وترقق وإذا اختطف شيئا هرب به خوف المعاقبة عليه .
والهرة إذا جاعت أكلت أولادها ويقال إنها تفعل ذلك من شدة الحنو .
وقد ذكر القزويني أن نوعا من السنانير له أجنحة كأجنحة الخفافيش متصلة من أذنها إلى ذنبها .
العشرون النمس قال الجوهري وهو دويبة عريضة كأنها قطعة قديد تكون بأرض مصر تقتل الثعبان والنمس بمصر معروف وهو حيوان قصير اليدين والرجلين أغبر اللون طويل الذنب يصيد الدجاج وإذا رأى ثعبانا قبض عليه وقتله وربما صيد وأنس فتأنس .
فإذا علم الكاتب صفات الوحوش وخصائصها عرف كيف يورد الجليل منها من الأسد والفيل ونحوها موارده في الوصف وكيف يصف ضواري الصيد