الأسلوب الأول أن يفتتح التوقيع المكتتب بالإقطاع بخطبة مفتتحة ب الحمدلله .
وكان من عادة خطبهم أن يؤتى فيها بعد التحميد بالصلاة على النبي ثم يؤتى ببعديه ثم يذكر ما سنح من حال السلطان ثم يوصف صاحب الإقطاع بما تقتضيه حاله من صفات المدح ويرتب على ذلك استحقاقه للإقطاع وقد كان من عادتهم أنهم يأتون بوصية على ذلك في آخره .
وهذه نسخة توقيع على هذا الأسلوب كتب به عن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب C لأخيه العادل أبي بكر بإقطاع بالديار المصرية وبلاد الشام وبلاد الجزيرة وديار بكر في سنة ثمانين وخمسمائة بعد الانفصال من حرب الكفار بعكا وعقد الهدنة معهم وهي .
الحمد لله الذي جعل ايامنا حسانا واعلى لنا يدا ولسانا وأطاب محتدنا أوراقا وأغصانا ورفع لمجدنا لواء ولجدنا برهانا وحقق فينا قوله ( سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ) .
نحمده على سبوغ نعمته ونسأله أن يجعلنا من الداخلين في رحمته .
ثم نصلي على رسوله محمد الذي أيده بحكمته وعصمه من الناس بعصمته وأخرج به كل قلب من ظلمته وعلى آله وأصحابه الذين خلفوه فأحسنوا الخلافة في أمته .
أما بعد فإن فروع الشجرة ياوي بعضها إلى بعض لمكان قربه ويؤثر بعضها بعضا من فضل شربه ونحن أهل بيت عرف منا وفاق القلوب ودا وإيثار الأيدي رفدا وذلك وإن كان من الحسنات التي يكثر فيها إثبات الأقلام فإنه من مصالح الملك التي دلت عليها تجارب الأيام وكلا هذين الأمرين مشكورة مذاهبه محمودة عواقبه مرفوعة على رؤوس الاشهاد مناقبه وما من أحد من