وربما جنحوا عن صورة القسم إلى ضرب من التعليق مثل أن يقول إن فعلت كذا فعلي كذا أو فأنا كذا أو فأكون مخالفا لكذا أو خارجا عن كذا أو داخلا في كذا وما أشبه ذلك .
وقد كانت العرب تأتي في نظمها ونثرها عند حلفها بالتعليق بإضافة المكروه إلى مواقعة ما يحذرونه من هلاك الأنفس والأموال وفساد الأحوال وما يجري مجرى ذلك .
قال الجاحظ قال الهيثم يمين لا يحلف بها أعرابي أبدا وهي أن يقول لا أورد الله لك صافيا ولا أصدر لك واردا ولا حططت رحلك ولا خلعت نعلك يعني إن فعلت كذا .
وقال النابغة الذبياني .
( ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه ... إذا فلا رفعت سوطي إلي يدي ) .
وقال الأشتر النخعي .
( بقيت وفري وآنحرفت عن العلى ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس ) .
( إن لم أشن على آبن حرب غارة ... لم تحل يوما من نهاب نفوس ) .
وقال معد ان بن جواس الكندي .
( إن كان ما بلغت عني فلا منى ... صديقي وشلت من يدي الأنامل ) .
( وكفنت وحدي منذرا بردائه ... وصادف حوطا من أعادي قاتل )