الخلائق ليفوزوا من إحسانه بكل نضارةوبكل نظرة ويغتنموا أوقات الربح فإنها قد أدنت قطافها وبعثت بهذه الوعود الصادقة إليهم تحقق لهم حسن التأميل وتثبت عندهم أن الخط الشريف أعلاه الله حاكم بأمر الله على ما قالته الأقلام ونعم الوكيل .
قلت هذا المكتوب وإن لم يكن صريح أمان فإنه في معنى الأمان كما أشار إليه ابن المكرم وفيه غرابتان إحداهما الافتتاح برسم والثانية الكتابة به إلى الآفاق البعيدة والأقطار النائية إشارة إلى امتداد لسان قلم هذه المملكة إليهم .
الضرب الثاني من الأمانات التي تكتب لأهل الإسلام ما عليه مصطلح زماننا وهي صنفان .
الصنف الأول ما يكتب من الأبواب السلطانية .
والنظر فيه من جهة قطع الورق ومن جهة الطرة ومن جهة ما يكتب في المتن .
فأما قطع الورق فقد قال في التثقيف إن الأمان لا يكتب إلا في قطع العادة .
قلت والذي يتجه أن تكون كتابة أمان كل أحد في نظير قطع ورق المكاتبة إليه فإن كان ممن تكتب المكاتبة إليه في قطع العادة كتب له في قطع العادة وإن كان في قطع فوق ذلك كتب فيه .
وأما الطرة فقد قال في التثقيف إنه يكتب في أعلى الدرج في الوسط الاسم الشريف كما في المكاتبات وغيرها ثم يكتب من أول عرض الورق إلى آخره كما في سائر الطرر ما صورته