ويستحب فيه أيضا أن يكون قليل الرعدة عند الفزع سريع اللقط للحب خفيف الحركة والنهوض والنزول من غير طيش ولا اختلاط وأن يكون ظهره مسطحا لا أحدب ولا أوقص وييستحب فيه إذا وقف أن ينصب صدره ويرفع عنقه ويفتح ما بين فخذيه شبه البازي .
ومن علامة فراهته أنه إذا طال عليه الطيران وأراد النزول على سطحه ألا يدلي رجليه حتى يقع صدره على سطحه لأنه إذا دلى ساقيه كان عيبا عظيما يقولون قد انحلت سراويله بمعنى أنه قد أدى جميع ما عنده من القوة والطاقة ويكره فيه دقة المغرز وطول الذنب وتفرق الريش .
الأمر الخامس الفراسة في الطائر من حال صغره قبل الطيران .
قالوا من علامة الطائر الفاره في صغره أن يكون حديد النظر شديد الحذر خفيف اللحم قليل الريش سريع النهضة كثير التلفت في الجو ممتد العظم مستويا لطيف الذنب خارج العنق قصير الساقين طويل الفخذين محجلا مذيل المنقار مدور القراطم مضاعف المحاجر يلزم موضعا واحدا من صغره إلى ازدواجه فإذا ازدوج على السطح يكون حريصا على طائرته حسن الأخلاق معها لا يطردها طرد الكلاب ولا يغتال غيلة الذئاب قليل الذرق كثير الدهن مدلا بنفسه كأنه يعلم أنه فاره .
فإن كان فيه بعض هذه الخصال كانت فراهته على قدر ما فيه من ذلك .
قال أبو الحسن الكاتب ومن علامة شهامة الفرخ أن تكون فيه الحركة وهو تحت أبيه وأمه وكلما جمعته لتضمه تحتها خرج من تحتها ويعتلق للخروج وأن يكون ريش رأسه كأن فيه جلحا وريش جسده وجناحه مستطيلا عند نبعه من